حصوات الجهاز البولي من المشكلات الشائعة التي تسبب ألمًا شديدًا وصعوبة في التبول، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال عدم علاجها. مع التطورات الطبية الحديثة، أصبح ليزر الهولميوم من أفضل التقنيات المستخدمة لتفتيت الحصوات بشكل فعال ودقيق دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة.
ما هى الحصوات:
الحصوات عبارة عن كتل صلبة تتكون فى أكثر من مكان فى الجسم و تلك الكتل تُشكل الحصوات. ويوجد أنواع من الحصوات تحتاج إلى علاج بالأدوية و بعض منها قد يحتاج إلى إجراء جراحة لإخراجها و لكن هناك أنواع من الحصوات تزول بدون أى علاج.
أنواع الحصوات :
يظن الكثير أن الحصوات تتكون فى المثانة و الكلى فقط، و لكن هناك أعضاء أخرى تتكون فيها الحصوات و تلك تشمل:
1. حصوات الكلى:
حصوات الكلى عبارة عن كتل صلبة لترسبات الكثير من المعادن و الأملاح الحامضة فى الكلى. و تبدأ تلك الحصوات فى الظهور بحجم صغير و لكنها تزداد تدريجياً مع الوقت فى حالة عدم علاجها و استمرار الحالة الصحية و الظروف المُسببة فى نشأتها كما هى.
و تتكون الحصوات نتيجة حدوث أى خلل فى توازن مكونات البول مما يتسبب فى عدم ذوبان بعض المواد القابلة لتكوين كتلة من المعادن مثل الكالسيوم، حمض اليوريك، و مادة أوكسالات. و يمكن أن تلتصق تلك الكتل ببعض و تتسبب فى تكوين كتل أو حصوات كبيرة فى الحجم.
و قد نجد أن حصوات الكلى لها أربعة أنواع رئيسية و هى:
- النوع الأول: حصوات الكالسيوم:
حصوات الكالسيوم قد تحتوى على أوكسالات الكالسيوم مع قليل من فوسفات الكالسيوم.
و تتكون حصوات الكالسيوم نتيجة ارتفاع نسبة الأوكسالات فى الجسم، و مادة الأوكسالات تتواجد فى بعض المنتجات الغذائية النباتية و أيضاً يمكن إفرازها من الكبد.
- النوع الثاني: الحصاة المرجانية:
و هو نوع من الحصوات الذى يتكون نتيجة تكرار الالتهابات الميكروبية فى الجهاز البولي، و تبدأ تلك الحصوات فى التكوين بشكل سريع و أيضاً تكبر فى الحجم بشكل سريع لتكون شكل الشعب المرجانية.
- النوع الثالث: حصوات حمض اليوريك:
و تظهر حصوات حمض اليوريك نتيجة جفاف الجسم و ارتفاع نسبة أنواع معينة من البروتينات فى الجسم.
- النوع الرابع: حصوات السيستين:
و تظهر تلك الحصوات فى الجسم نتيجة اضطرابات وراثية تزيد من نسبة السيستين فى سائل البول.
2. حصوات المثانة:
تتكون حصوات المثانة فى حالة عدم إفراغ المثانة بشكل كلى عند التبول. و من ثم تزداد نسبة تكوين الكتل أو البلورات فى بول المثانة و تتراكم بشكل سئ.
و من أسباب تكوين حصوات المثانة:
-تضخم غدة البروستاتا
-تلف اعصاب المثانة فى حالات السكتة الدماغية.
-إصابات الحبل الشوكي.
-مرض السكر.
-مرض الباركنسون.
-الالتهابات الميكروبة فى المثانة.
-مرور حصوات صغيرة جداً من الكلى من خلال الحالب و وصولها للمثانة و عدم خروجها.
-يمكن أن يصاب الأطفال بحصوات المثانة نتيجة الجفاف أو العدوى الميكروبية، أو وجود تشوهات فى القناة البولية، أو قلة نسبة البروتين فى الطعام.
3. حصوات البروستاتا:
تنتشر حصوات البروستاتا لدى الرجال فوق سن الأربعين على الرغم من عدم الشعور بها "أى بدون أعراض".
و تتميز حصوات البروستاتا بما يلى:
-اللون: بنى.
-الشكل: بيضاوى.
-حجم: يتراوح حجمها من 1 مليمتر الى 4 مليمترات.
-العدد: يتراوح عددها بالعشرات.
-يمكن تواجدها بدون أى أعراض.
و من أسباب تكوين حصوات البروستاتا:
-التهاب أو تضخم البروستاتا: فى حالة تضخم البروستاتا، لا تتمكن إفرازات البروستاتا من مغادرة البروستاتا، و بالتالى يتراكم الكالسيوم الذى يكون الحصوات مع مرور الوقت.
-التهاب ميكروبي فى البروستاتا:
تكرار حدوث التهابات ميكروبية فى البروستاتا يتسبب فى تكوين إفرازات صديدية قد تتحول الى الحصوات فى يوم ما.
-المواد المتبقية فى القناة الدافقة عند القذف قد تتسبب فى تكوين حصوات البروستاتا.
* و يمكن أن الرجال الذين يتعدون سن الأربعين من العمر التأكد من وجود حصوات البروستاتا بين الحين و الأخر من خلال صور الأشعة السينية أو الصوتية. و ذلك لأنها لا تتسبب فى أعراض مصاحبة إلا ى حالة الحجم الكبير أو صعوبة علاج التهابات البروستاتا الميكروبية.
4. حصوات المرارة:
حصوات المرارة عبارة عن ترسبات صلبة من مكونات عصارة المرارة. و يُمكن أن تتكون حصوة واحدة لدى المريض أو أكثر من واحدة.
5. حصوات البنكرياس:
حصوة البنكرياس من الحصوات النادرة الحدوث، و من أسباب تكوين حصوات البنكرياس:
-عيوب خلقية فى مجرى قناة البنكرياس.
-الالتهبات المزمنة فى البنكرياس مما يسبب تعرج القناة و ضيقها.
و تلك الظروف تعيق مرور عصارة البنكرياس و يزيد من خطورة تكوين حصوات البنكرياس.
خطوات تشخيص حصوات الجهاز البولي:
كما ذكرنا من قبل أنه من النادر اكتشاف وجود حصوات قبل أن يصاب المريض بألم شديد، و فور الشعور بألم شديد يتجه المريض إلى زيارة الطبيب لكشف سبب الألم. لذلك يتجه الطبيب إلى إجراء ما يلي للتأكد من وجود حصوات:
-التأكد من شكوى و أعراض المريض بالفحص الطبي و دراسة التاريخ الصحي للمريض.
- السونار: للتأكد من حجم الحصوات و مكانها بالتحديد مع رؤية الكليتين بالكامل و الحالب.
- الأشعة المقطعية: للتأكد من وجود انسداد بالكليه أو الحالب، قياس كثافة الحصوة، التأكد من وجود عيوب خلقية أم لا، و التأكد من نوع الحصوات. و أيضاً هل ستستجيب للعلاج الدوائي أم لا، و هل ستستجيب الحصوات للتفتيت أم لا؟
-الموجات فوق الصوتية.
-تحاليل الدم: يتم إجراء تحليل الدم للكشف عن نسبة الكالسيوم و حمض البوليك و للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى.
-تحليل البول.
طرق علاج حصوات الجهاز البولي:
يؤكد الدكتور خالد حبيب على ضرورة التشخيص الدقيق لتحديد خطوات علاج حصوات الجهاز البولي:
- يؤكد الطبيب على ضرورة شرب المياة بشكل كافي من 2 الى 3 لتر يومياً أو أكثر.
العلاج بالأدوية المذيبة للحصوات:-
فالحصوات التى هى أصغر من نصف سنتيميتر يمكن إذابتها بالأدوية، و لكنها لو أكثر من 5 سنتيميتر لابد من تفتيتها و إزالتها بالجراحة.
- تناول مسكنات الألم تساعد على تخفيف الآلام.
-الموجات الصوتية:
الموجات الصوتية تعمل على تفتيت حصوات الحالب التى لا تزيد عن 1سم ، و حصوات الكلى لا تتعدى 2 سم "بشرط أن تكون الحصوات فى ناحية واحدة فقط من الكلى و ألا يوجد أى انسداد فى الحالب و الكلى".
-إجراء جراحة لإزالة الحصوات الكبيرة:
فى السابق كان يلجأ الأطباء إلى الشق الجراحى لإزالة الحصوات و لكنها الآن أنتهت بفضل التكنولوجيا ووجود المناظير و الليزر لتفتيت الحصوات.
- إزالة الحصوات بالمنظار:
حيث أن المنظار يدخل من مجرى البول إلى الحالب حتى يصل إلى مكان الحصوات فى الحالب أو الكلى.
و تنقسم المناظير الى المناظير الصلبة و المناظير المرنة. فالمناظير المرنة لا تحتاج للدخول من فتحة البول ولكنها تحتاج فتحة جراحية صغيرة جداً فى الجنب. كما أن المناظير المرنة تستخدم فى علاج حصوات المنطقة الوسطى فى الحالب.
و من ثم يتم تفتيت الحصوات بالليزر مثل الهولميوم ليزر "أحدث أنواع الليزر". و من مميزات الهولميوم ليزر عن التفتيت الهوائي:
-أن الهولميوم ليزر دقيق و مُركز، لايسبب جروح ناتجة عن الحصوات،و يفتت الحصوات إلى حبيبات صغيرة جداً يمكن نزولها فى البول.
ما هو ليزر الهولميوم؟
ليزر الهولميوم (Holmium:YAG Laser) هو نوع من الليزر المستخدم في الطب، ويتميز بقدرته العالية على تفتيت الحصوات في الجهاز البولي بكفاءة وأمان. ويعتمد في عمله على إرسال نبضات ليزر قوية تستهدف الحصوات وتفتتها إلى قطع صغيرة جدًا يمكن التخلص منها بسهولة مع البول.
خصائص ليزر الهولميوم:
- يستخدم طاقة حرارية مركزة لتفتيت الحصوات دون إحداث ضرر بالأنسجة المحيطة.
- فعال لجميع أنواع الحصوات، بما في ذلك حصوات الكالسيوم، حصوات حمض اليوريك، وحصوات الستروفيت.
- يتيح تفتيت الحصوات بدقة عالية داخل الكلى أو الحالب أو المثانة.
كيف تعمل تقنية تفتيت الحصى باستخدام ليزر الهولميوم؟
تعتمد تقنية تفتيت الحصوات باستخدام ليزر الهولميوم على الخطوات التالية:
1. إدخال المنظار: يتم تمرير منظار رفيع عبر مجرى البول للوصول إلى الحصوات داخل المثانة أو الحالب أو الكلى.
2. تحديد موقع الحصوة: باستخدام كاميرا دقيقة مثبتة في المنظار، يتم توجيه الليزر إلى مكان الحصوة.
3. إطلاق نبضات ليزر الهولميوم: يوجه الليزر نبضات قصيرة ومركزة تعمل على تكسير الحصوة إلى أجزاء صغيرة جدًا.
4. إزالة الحصوات المفتتة: يمكن إخراج الأجزاء المفتتة باستخدام جهاز خاص، أو تركها لتخرج مع البول تدريجيًا.
من هم الاشخاص المرشحون لاستخدام الهولميوم ليزر؟
يُعد تفتيت الحصوات بالهولميوم ليزر مناسبًا للمرضى الذين يعانون من:
- حصوات الكلى الكبيرة التي لا يمكن التخلص منها طبيعيًا.
- انسداد الحالب بسبب الحصوات.
- حصوات المثانة التي تسبب أعراضًا شديدة.
- عدم نجاح العلاجات الدوائية في تفتيت الحصوات.
- وجود تاريخ من تكون الحصوات بشكل متكرر.
ولا يُنصح باستخدامه في حالات:
- التهابات المسالك البولية الحادة.
- أمراض تخثر الدم التي تمنع التئام الجروح بسهولة.
هل يمكن استخدام الهولميوم ليزر اثناء الحمل ؟
عادةً لا يُستخدم ليزر الهولميوم أثناء الحمل، إلا في حالات استثنائية، وذلك لتجنب أي تأثيرات غير مرغوبة على الأم والجنين، حيث أن:
- أشعة الليزر قد تشكل خطرًا على الأنسجة الحساسة.
- استخدام التخدير أثناء العملية قد لا يكون آمنًا للحامل.
ويتم اللجوء إلى طرق بديلة أقل تدخلاً مثل العلاج الدوائي أو تركيب دعامة مؤقتة للحالب حتى بعد الولادة.
ما مميزات عملية تفتيت الحصي بالهولميوم ليزر؟
- فعالة لجميع أنواع الحصوات، بما في ذلك الحصوات الصلبة.
- تقليل الألم والمضاعفات مقارنة بالجراحة التقليدية.
- لا تحتاج إلى شقوق جراحية، مما يسرّع من عملية الشفاء.
- تقنية دقيقة تستهدف الحصوات دون الإضرار بالأنسجة المحيطة.
- إجراء سريع، حيث يمكن للمريض العودة إلى حياته الطبيعية خلال يوم أو يومين.
- معدل نجاح مرتفع، مع انخفاض خطر تكرار تكوّن الحصوات.
ما عيوب عملية تفتيت الحصي بالهولميوم ليزر ؟
- قد يسبب بعض الألم أثناء التبول بعد العملية.
- نزول دم في البول لفترة قصيرة بعد الإجراء.
- يحتاج بعض المرضى إلى تركيب قسطرة بولية مؤقتة بعد العملية.
- غير مناسب لبعض الحالات الطبية مثل اضطرابات النزيف.
مضاعفات تفتيت الحصي بالهولميوم ليزر:
على الرغم من أن العملية آمنة بشكل عام، إلا أنه قد تحدث بعض المضاعفات النادرة، مثل:
- حدوث التهابات بولية مؤقتة، يمكن علاجها بالمضادات الحيوية.
- بقاء بعض بقايا الحصوات، مما يتطلب جلسة إضافية للتفتيت.
- تمزق الحالب في حالات نادرة جدًا.
نصائح بعد عملية تفتيت الحصوات بالهولميوم ليزر ؟
لضمان التعافي السريع وتقليل فرص تكون الحصوات مجددًا، يُنصح بالآتي:
- شرب كميات كبيرة من الماء (2-3 لترات يوميًا) للمساعدة في طرد بقايا الحصوات.
- تجنب المشروبات الغازية والكحولية التي قد تزيد من ترسب الأملاح في الكلى.
- اتباع نظام غذائي صحي منخفض في الصوديوم واللحوم الحمراء لتقليل فرص تكون الحصوات.
- تناول الأدوية الموصوفة من الطبيب، مثل المسكنات والمضادات الحيوية.
- تجنب الأنشطة البدنية الشاقة في الأسبوع الأول بعد العملية.
- متابعة الطبيب بشكل دوري للتأكد من عدم تكون حصوات جديدة.
وختامًا:
يعد ليزر الهولميوم تقنية متطورة لتفتيت حصوات الجهاز البولي بدقة عالية وأمان، مما يقلل من الحاجة إلى الجراحة التقليدية ويضمن تعافيًا أسرع للمريض. إذا كنت تعاني من حصوات الكلى أو الحالب أو المثانة، فمن الأفضل استشارة الدكتور خالد حبيب لتحديد أفضل طريقة للعلاج.